منتديات الكرامة والأخوة لأن الكرامة هي مبتغانا, , جعلنا الأخوة نجماً في سمانا |
| | الأديب البحرينــــي ,,,, إبراهيم العريض | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ام فيصل الأدارة العامة
اوسمه : عدد المساهمات : 667 تاريخ التسجيل : 12/04/2011 الموقع : دولة الكويــت
| موضوع: الأديب البحرينــــي ,,,, إبراهيم العريض الجمعة أبريل 15, 2011 4:05 pm | |
|
من أعلام الفكر والأدب إبراهيم العريض
قبل عصرِ النفطِ، كانت البحرين إِحدَى مواطنِ استخراجِ اللؤلؤ والاتجارِ بِهِ. وكانت الهند من أبرز أسواق اللؤلؤ ؛ فالعلاقة بين الهند والتجار البحرينيين علاقةٌ وثيقةٌ ، ولقد كان التجَّارُ البحرينيَّونَ يُقِيمونَ المواسمَ الطويلةَ في الهندِ وفي (( بومبي)) خاصة، ومن تجار اللؤلؤ المشهورِِين عبدُ الحسين العريض، الذِي كانَ يُديِم الإِقامةَ في (( بومبي )) مع زوجته العراقيّةِ الأصلِ .. في مطلع القرن العشرين .
مولد إِبراهيم العريض ونشأته :
في ربيع عام 1908 م ، ولد إِبراهيم العريـض في (( بومبي )) ، ولكن يشاء القدر أن تمرَض أمُّه وتنتقل إِلى جوار ربها بعد مولده بشهرين ، وتدفن في (( بونه)) إِحدى ضـواحى (( بومبى )) فيَعْهَد به والُدهِ إِلى جارةٍ هندََيةٍ لِتَقومَ على شؤُونه، فبقِي معها في قريتها أربعَ سنواتٍ ثم عادتْ به إِلى والده ليَعهدَ به إِلى مربيةٍ أُخرى ، بَقِىَ تحتَ رعايَتِها إَلى أن أنهى دراستَه الابتدائيةَ. وبحُكمِ هذه النشأة لم يَكن الطفلَ يَعرِفُ من العربيَّةِ إِلا ما يَلتَقِطُه من كلماتٍ ، حينَ يِسمَع والُده يتجاذَب أطراف الحديث مع ضيوفِه من تجَّار العربِ. وفي عام 1922م زارَ إِبراهيمُ البحرينَ برفقِة عمِّه .. ومكثَ صيفيَّةً واحدةً ، تعَرَّفَ فيها بعضـًا من أوضاعِ الأهلِ وأوضـاع الخليجِ.. ثم عاد إِلى (( بومبي )) لمواصلَةِ دراســتِه حتى أكمل الثانوية العامَّةَ في ( بومبي ) عام 1925م .
عودة إِبراهيم إٍلى وطنه البحرين :
عادت أسرة إِبراهيم من بومبي إِلى البحرين ، واستقرت فيها ، وبما أنه يُجِيدُ الإِنجليزيةَ فقد التحق بمعارفِ البحرين مدرِّسـًا من سنة 1927م - 1931م ، ثم َّ استقال وأسس مدرسة أهلية أدارها بنفسه، ولم تستمر سوى ثلاث سنوات ، وعندما استقر في البحرين وجد نفسه بحاجة إِلى تعلّم لغة قومه وإِتقانها ، فانكبّ على مصادر اللغةِ وعيونِ الشعرِ العربِيِّ ، وبخاصة الشعرُ المَهْجَريّ؛ لسُهُولَةِ ألفاظِه وسلاسَةِ تعابِيره ، ولأَنَّه يُعبِّر عن حاجاتِ الناسِ ومشاعرِهم وأفكارِهم.
العوامل المؤثِّرةُ في أدب العريض وفكره :
كانت ثقافة العريض حصيلة مؤثـِّراتٍ وعوامل فكريةٍ وثقافيـَّة متعدِّدة ، فقد كان على صلة بالثقافة الإِنجليزيّةِ والهنديَّةِ والفارسيَّةِ . ولأنـَّه كان يُتقِنُ عدَّة لغات أُتِيحُ له أن يطلع على نتاج مشاهير الشعراء ، وبخاصَّةٍ شعراءُ الإِنجليز أمثال (( شلي )) و (( كيتس )) فيقول في مقابلة : (( أثـَّرَ فيَّ شعراءُ كثيرون ، فقدْ كانَتْ لي صلةٌ في فتراتِ الدراسةِ بعدَّةِ لغات ، وقرأت الشعر بالأوردية والهندية ، والفارسية ، والإِنجليزية )).
وَلئنْ كانت صلةُ إِبراهيم العريض الأولى بشعر المَهْجَر في الأدب العربي ، فإِنَّهُ كان مطَّلِعا على الشعرِ الجاهلي ، ويعتبِرُه أروعَ شعرٍ ؛ لأنَّه تعبيرٌ صادقٌ عن أحاسِيسِ أصحابِه وحياتِهم . يقولُ متحدِّثا عن صلتِهِ بالأدب العربي : (( إِنِّي أعتبر الشعرَ الجاهليَّ أروعَ شعرٍ في اللغة العربية ..ولكنَّنِي في الفترة الأولى التي قضَيْتُها في البحرين كان َ الشعرُ ( المهجريُّ ) هو الشعر السائدَ .. وكانت دراستي للشعر العربي قد بدأت بالشعراء الذين أستطيع أن أتذوَّقَهم بأسلوبهم السهل ، فكان إِيليا أبو ماضي والزهاوي والرُّصَافي .. ولكنْ بالنسبةِ للخليج كان الشعراءُ الذين يقولون الشعرَ أمثالُ الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة ، ومِنْ قبلهِ الشيخ إِبراهيم آل خليفة ، وعبد الرحمن المعاودة )).
وكان العريض ذَوَّاقة للشعر فواتَتْ موهبتُه الشعرية موهبتَه التذوقية ومال إِلى كتابة الشعر أوَّلا ٍ . وكانت باكورةُ أشعارِه ديوانَه الأولَ (( الذكرى )) عام 1931م . ومن العوامل التي أثرت في فكر العريض ، وغَذَّتْ موهبته الشعرية - بالإِضافة إِلى طفولته ودراسته الثانوية في أرض الهند بلد العجائب ، واتصاله بالآداب الغربية والعربية - تقلده لوظائف متعددة ، وصلاته الأدبية ، وإِقامة جسور ثقافية بينه وبين أدباء العرب في فترة ما بين الحربين العالميتَيْن ، وما كان له من علاقات مع كبريات المجلات الأدبية والثقافية في العالم العربي . كل هذه العوامل مجتمعة تفاعلت مع موهبة العريض الأصيلة فأبرزت هذا الشاعر الخليجي الفذ.
آثاره الشعرية والأدبية :
يمتاز العريض بثقافة موسوعية متعددة الأوجه، لا تقتصر على الشعر والنقد، بل تتعداها إِلى الدين والتاريخ والرياضيات ، وهو أحد شعراء الخليج في فترة ما بين الحربين ، استطاع أن يخترق حاجزي الزمان والمكان ، ويمد جناحيه على الحياة الأدبية في الخليج جيلا كاملا . وكان صوتَ المشرق العربيّ عند حدوده الشرقية إِلى سائر أرجاء الوطن العربي ؛ أصَدَر أول ديوان له بعنوان (( الذكرى )) 1931م وطبعه في بغداد ، وهو شِعر رومانسي في مجمله ، يمثل بدايات العريض الشعرية ،ومن قصائد هذا الديوان (( نخلة العمر )) يقول فيها :
نخلة َ العمر ِ طِبْت ِ غرسـًا وَلكِن لا َ اجْتَنى خامل ٌ له مِنك ِ شيَّـا
سـنّـَة اللـه ِ أن يـذوق َ جَنَاها من يَهُز ّ الجذوع َ هزًّا جَنِيـَّـا
نَال عِز َّ الحيـاة ِ من جاء يَسْعَى وَصطلَى حَرَّهَا وَكَان َ أبِيَّـــا
وصدر له عام 1946م عن دار العلم للملايين ببيروت ، مجموعتُه الشعريةُ (( العرائس )) وهي أولُ مجموعة شعريَّة تحمِل سماتِه الشعريَّةَ الناضجَةَ ، وتحمِل ملامحَهُ وخصوصيَّاتِه الأدبيةَ ومقدرتَه اللغويةَ ، ولعلَّ هذِه المجموعةَ أولُ عملِ أدبى أثارَ اهتمامَ النقاد، ولفَتَ أنظارَهم إٍلى موهبِةِ العريض الشعرية ، ومن قصائده الرائعة في هذه المجموعة ، قصيدة (( القبَّرة )) (1) يقول فيها :
أَقُبَّرَة ٌ هـل أَنت ِ في الجوِّ قِـطْعْة ٌ من الحُسْن ِ سَالَت ْ باللُّحون ِ مَسِلا َ
تُغَالينَ في الألحان ِ حتى إِذَا انتشَت ْ بِـهَـا رُوحُك ِ الوَلْهَى خَفَت ِّ قَلِيلا
كَمـا تَخْفِت ُ الأوتار ُ بعد َ رَنِينِها ويـبقى صداها في النفوس طَـويلا
فأحسَنْت ِ في الترتِيل حتَّى كأنَّمَا بـآيك ظِل ّ الروض ِ صَار َ ظَليلا
وقد نحا العريّض في أشعاره منحى قصصيا إِلى حدٍّ بعيد ، فالروح القصصية كانت سمةً من سمات أشعاره ، وظهر ذلك جليا في قصة شعرية تتناول أحداث الأندلس أسماها (( قبلتان )) صدرت عام 1948م ، وهي مع أرض الشهداء التي صدرت عام 1951م استشراف من العريض للشعر الملحمي .
والتي يقول في فاتحتها :
يـا فــلســطين وما كنت سـوى
بيعة الأرض على كف ِّ السـماء
اشهدي .. أن َ بيـَــــانِي قَدْ رَوَى
فيـك ِ ما يـُرضِي قلوب الشهـداء
هذه التربة مذ غنَّى بها أهل ُ الحداء
لم يطهرها من الرجس سوى تلك الدماء
وإِلى جانب الشعر الغنائي والملحمي ، كتب الشاعرُ المسرحياتِ التي كانت تُمَثَّلُ في المدرسة الأهلية . وتتّسم مسرحياتُه بالاتجاهات الإِصلاحيّة التي كانت تَستَلْهِمُ التراثَ لإِيقاظ الهمم وحفز الناشئة على النهوض واليقظة ، ومن هذه المسرحيات مسرحية (( وامعتصماه)) التي كتبها عام 1932م ثم أتبعها بمسرحية (( بين الدولتين )) عام 1933م .
ولم يكتفِ العريض بكتابة الشعر والمسرحيات ، ولكنه اتجه أيضا إٍلى الدراسات الأدبية ، وكان أول عمل أدبي له (( الأساليب الشعرية )) وهو بحث تحليلي يتناول جانبا ً مُهِمـًا من جوانب الشعر ، وهو (( الأساليب )) أصدره عام 1950م ، ومِنْ بُحُوثِهِ النقديَّة (( الشعرُ والفنونُ الجميلةُ )) وهو بحثٌ تحلِيليٌّ صدر عام 1952م ، أتبعهُ بكتابٍ عن الشعر وقضيته في الأدب الحديث ، صدر عام 1955م . ويعود العريض إِلى كتابه الشعر من جديد ، فبعد عشر سنوات من صدور ديوانه (( العرائس )) ، يصدر ديوانه (( شموع )) عام 1956 وهو آخر ديوان له . ثم يتجهُ اتجاها جديدا في الدراسات الأدبية ، فيصُدر (( مختارات من الشعر الحديث )) عام 1958م و (( جولة في الشعر العربي )) 1962م .
ومن دراساتِه النقديةِ التي كانت محلَّ تقدير الدارسين (( فنُّ المتنبي بعدَ ألف عام )) وقد صدرت لهُ عام 1962م ، تتبَّع فيها حياةَ المتنبي وأَسرارَهُ وخفايا سيرتِه ، وهى رُؤية جديدة في دراسة شعر أَبى الطيب المتنبي . ومن أعمال العريض الأدبية ترجمةُ (( رباعيات ِ الخيَّام )) ، وقَد نقلها عن الفارسية مباشرةً ، ولعلَّها أقربُ الترجمات إِلى روح الخيَّام وفكرهِ ، وممَّا جاءَ فيها :
إِلـهَى عـقدت ُ رجائِى عليَك وأطرقت ُ رأسِيَ بيـــن َ يَدَيْـك ْ
فإِن أنت لم تَعْف ُ عنّي هلكت وهل مـفـزَع ٌ مـنـك إِلا أِلـَيـك َ
نشاطاتُ الشاعر الأدبية والفكرية :
لم تقتصر حياةُ العريض على كتابِة الشعر ، والدراسات النقدية ، وإِنَّما كانَ لهُ نشاط ٌ أدبيٌّ وفكريذٌ متنوِّعٌ ، فقد تعددَّتْ المؤتمراتُ والندواتُ التي اشترك فيها ، وأسهمَ في إِغنائها إِلى أكثرَ من عشرين مؤتمرا وندوة ، ومن أهمها :
- مؤتمر الأدباء العرب الثاني ببلودان سنة 1956م .
- مؤتمر أدباء العرب الثالث بالقاهرة سنة 1957م .
- مهرجان سيبويه بشيراز سنة 1974م .
- مؤتمر مكافحة العنصرية والتمييز العنصري سنة 1978م .
منزلته الأدبية
لعل ثقافة العريض الواسـعة في المرحلة المبكرة من نهضة الخليج الأدبية ومن عمر العريض ، هي التي جعلته يخترق حاجزَ الزمان وحاجزَ المكان ، وأن يمُد جناحيْه على الحياة الأدبية في الخليج ، ويتجاوز ذلك إِلى ربوع الوطنِ العربي ، وبهذا استطاع أن يتخطى حدودَ الإِقليمية ؛ فلقد وضعه الدكتور ماهر حسن فهمي الناقد إِلى جوار شاعر مصر على محمود طه فيقول : (( ولكني ما زلت أذكر ذلك الصوت العذب الذي وصل إِلينا من البحرين ، صوت إِبراهيم العريض ، وجعلنا ونحن طلبة بالجامعة بعد الحرب العالمية الثانية نضعهٌ إِلى جوار شاعِرنا الأثير على محمود طه ، وأحيانا أخرى نتجادل في شعره تجادلا يصل إِلى حد الخصومة )) .
أما الناقد رجاء النقاش فقد أشاد بالعريض فرأى أنه (( سجل في الحياة الأدبية العربية المعاصرة اسمه بين الشعراء النقاد ، فهو لا يكتب الشعر فحسبُ ولكنَّه يكتُب في النقد كتابات عميقة لها قيمة ، بل إِنَّ بعض الباحثين يرون أن نقد العريض أهم من شعره ، لأن عقل العريض أكبر من قلبه وعَاطفته )) . كما يقول : ((إِنَّ العريض ليس من أصحاب الموهبة الفنية الفقيرة ثقافيا )) ، بل هو مفكر وصاحب رأي وعقيدة أدبية . وهو الصورةُ الجديدة للفنان الواعي الذي يعرف أصول فنه معرفةً نظرَّيةً عميقة ، ويعِرفُ روح عصره ، فقد عرف منذ البداية أن التعمق في الثقافة الأدبية ، والثقافة العامَّة ، هو أمر ضروري للشعر والشاعر ، وقد حقَّق العريض في هذا المجال إِنجازات أدبية عالية في كتبه ومقالاته النقدية ، والتي منها كتابه المعروف (( الأساليب الشعرية ))، فهو محاولة نقدية بارزة ، وَبمثْلِ هذه الدراسة يستحق العريض أن يكون في مقدمة نقّاد الشعر المعاصرين العرب ، وأبرزُ ما يقدمه في نقد الشعر هو قدرتُه على تجاوز الحدود النظرية إِلى النقد التطبيقي الواعي ، وذلك لأن العديد من نقَّاد الشعر يقفون عند حدود النظريات )).
أما الدكتور محمد جابر الأنصاري فيقول عنه :
(( يمتاز العريض بثقافة موسوعية .. شأنه في ذلك شأن الأدباء الرواد كالعقاد مثلا ، تكتشف هذه الحقيقة إِذا حاورته على انفراد ، وفي لحظات الصفاء ، أكثر مما تجدها في كتاباته .. وأجد من المفيد التنويهَ بهذه الصفة للعريض ؛ لأنه في حقيقته وشخصه الحي أفضل منه في أدبه المكتوب والمنشور ..))
هذا بعض ما قيل في العريض ، وهى أقوال وآراءٌ تُنِبئُ عما يحتله من منزلة بين رجالات الأدب والنقد في الوطن العربي . أما على المستويين المحلى والخليجي ، فقد نال ما يستحق من التقدير والتكريم إِذْ انتخب رئيسا للمجلس التأسيسي بالبحرين في أوائل السبعينات ، وكرمته الدولة بمناسبة بلوغه الثمانين من عمره 1988م ، فقدم له سمو أمير البلاد المفدى الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة هدية قيمة ، وفي مؤتمر قمة دول مجلس التعاون الخليجي الذي عُقد بمسقط عام 1989م كُرِّم الأستاذُ إِبراهيمُ مع أبرز الشخصيات الخليجية ذات الإِسهام المتميز في المجلات الأدبية والثقافية والاقتصادية والرياضية .
لقد صَدَقَ النقاش حين قال :
(( إِنَّ العريض سـجل في حياتنا الأدبية العربية والمعاصرة اسمه بين الشعراء النقاد ، فهو صاحب موهبة فنية ، عقله أكبر من قلبه وعاطفته ، فهو بحق مفكر وصاحـب رأى وعقيدة أدبية )).
ارجو ان تكونوا قد تعرفتم على نبذة من حياة هذا الأديب العربي | |
| | | | الأديب البحرينــــي ,,,, إبراهيم العريض | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|